رياح التغيير في ثورة المرأة في روج آفا -1

منحت ثورة روج آفا إلهاماً كبيراً للمجتمع بتأثير المرأة، وجعلت النضال التحرري علامة للمجتمع.

انطلقت ثورة روج آفا، التي استندت في جوهرها على حرية المرأة ونمت بهذه الطريقة، في كوباني عام 2012، ونمت بسرعة وفي عام 2014، تردد صداها في جميع أنحاء العالم بتحقيق انتصار مهم ضد داعش، جلبت هذه الموجة، التي قامت على أساس النموذج الديمقراطي والبيئي وتحرر المرأة، الربيع للشعوب، وبشرت الثورة التي بدأت في روج آفا في 19 تموز 2012 بحقبة جديدة في النضال التحرري للمرأة، وقامت المرأة بأداء دور قوي في ثورة روج آفا في العديد من المجالات، انطلاقاً من الاقتصاد إلى الفن والثقافة والصحة والدبلوماسية والدفاع عن النفس، وناضلت المرأة من أجل نيل حريتها، وأصبحت أيضاً قدوة ومصدر إلهام لشرائح أخرى من المجتمع، وأصبحت هذه الثورة مثالاً لخوض النضال ليس فقط من أجل النساء، ولكن من أجل حرية وعدالة المجتمع.

وفي القسم الأول من ملفنا، سنعمل على تقييم تنظيمات المرأة من اتحاد ستار إلى مؤتمر ستار، ومن دار المرأة إلى تجمع نساء زنوبيا.

تنظيم المرأة من اتحاد ستار إلى مؤتمر ستار

بعد انتقال القائد عبد الله أوجلان إلى روج آفا عام 1979، دخل النضال التحرري الكردستاني مرحلة جديدة، وقام القائد عبد الله أوجلان، الذي أثر في منطقة روج آفا في كافة النواحي على مدى 20 عاماً، بنشر بذور التنظيم النسائي من روج آفا إلى عموم كردستان، وأخذ الواقع الاجتماعي وحقيقة المرأة بعين الاعتبار وأظهر الطريق لتنظيم المرأة، وقدمت المناضلات اللواتي تعززنَّ بفكر حرية المرأة وتنظيمها اللذان طرحهما القائد عبد الله أوجلان، تجاربهن لأهالي روج آفا، وبدورهم، قام أهالي روج آفا بتأسيس تنظيم مستقل في 15 كانون الثاني 2005 تحت اسم اتحاد ستار، وبدأ هذا التنظيم بفلسفة القائد عبد الله أوجلان، ومن ثم أفضى نضال حركة المرأة الكردية والأنشطة التي قامت بها في روج آفا إلى تحقيق نتيجة، وتأسس اتحاد ستار في 15 كانون الثاني 2005، من قِبل مجموعة من الثوريات والمناضلات والأمهات، وتم وضع أساس قوي لثورة المرأة في غرب كردستان (روج آفا) من خلال أنشطة تنظيم المرأة التي بدأت سراً، واستمر الإرث النضال في المضي برحلته الممتدة على مدى 12 عاماً تحت اسم مؤتمر ستار في شباط 2016، ونجح مؤتمر ستار في عبور الحدود والوصول إلى جميع أنحاء العالم، وافتتح ممثليات له في كل من لبنان وجنوب كردستان والبلدان الأوروبية، وانضمت نساء أخريات حول العالم أيضاً إلى النضال.    

أصبح دار المرأة عنوان إيجاد الحلول

إن النساء اللواتي تولينَّ الريادة لثورة المرأة، لم تقمنَّ بقيادة المجتمع في المجال العسكري فحسب، ولكن في جميع مجالات الحياة، وقامت النساء أول من وطأت أقدامهن كل مدينة تحررت في شمال وشرق سوريا، بإنشاء تنظيمهن المستقل الخاص بهن، وفي هذا السياق، تم إنشاء دار المرأة في كل مدينة وناحية وبلدة، وتأسس دار المرأة في 20 آذار 2011 في قامشلو بثلاث نساء، وفي عام 2011 في عامودا بـ 4 نساء، وفي عام 2012 في تربه سبيه بـ 8 نساء، وفي الأول من كانون الثاني 2012 في ديريك بـ 8 نساء، وفي آب 2012 في جل آغا بـ 15 امرأة، وقد تم تنظيمها في 7 مقاطعات بإقليم شمال وشرق سوريا، وتم افتتاح دار المرأة في 53 مركزاً.

تجييش المرأة: وحدات حماية المرأة (YPJ)

اجتمعت النساء اللواتي كنّ في عدة مجموعات صغيرة ضمن اتحاد طلبة كردستان YXK معاً وعملنَّ على تأمين الدفاع عن أنفسهن، وفي الوقت نفسه، انضممنَّ إلى صفوف وحدات حماية الشعب التي تأسست عام 2012، وبعد ازدياد عدد النساء المشاركات في أنشطة الدفاع عن النفس، تم تشكيل كتائب نسائية مستقلة في الجزيرة وكوباني وعفرين، وتشكلت كتيبة الشهيدة روكَن لأول مرة في شباط 2013 في ناحية جندريسه في عفرين، ونُظمت هذه الكتيبة من قِبل الشهيدة روكسان عفرين، ومع تشكيل هذه الكتيبة، بدأ تشكيل كتائب مستقلة، حيث تشكلت في 25 شباط 2013 كتيبة الشهيدة برجم في الدرباسية، وفي 8 آذار 2013، تشكلت كتيبة الشهيدة عدالت في قامشلو، وفي 24 آذار 2013، تشكلت كتيبة الشهيدة دجلة في كوباني، وكتيبة الشهيدة زوزان في ديريك، وأصبحت هذه الكتائب بمثابة أرضية لتجييش المرأة في روج آفا، وبالتالي، تشكلت وحدات حماية المرأة (YPJ) في 4 نيسان 2013، وبدأت وحدات حماية المرأة (YPJ)، التي باتت تتعزز يوماً بعد يوم كجيش للمرأة، لاحقاً تضم نساء من المكون العربي والأرمني والسرياني، ولم يقتصر وجود وحدات حماية المرأة في روج آفا فقط، فعندما شن مرتزقة داعش الهجوم على شنكال، هرعت لنجدة أهالي شنكال الذين تعرضوا للإبادة، وحررت مئات النساء الإيزيديات من براثن داعش، ونقلت وحدات حماية المرأة (YPJ) تجاربها لوحدات المرأة في شنكال (YJŞ) وعملت على تأسيس وحدات المرأة في شنكال.

مجلس المرأة السورية

يعمل مجلس المرأة السورية، الذي عقد مؤتمره التأسيسي في منبج في 8 أيلول 2017، بمشاركة 200 امرأة من كافة أنحاء سوريا، دون انقطاع منذ 7 سنوات لتنظيم المرأة السورية، وعقد في 20 أيار مؤتمره الثاني في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، وشاركت فيه 250 امرأة سورية كمندوبات، وواصل نضاله من أجل إعادة الإعمار وحل الأزمة السورية وبناء الحياة المتساوية والحرة.

مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا

ولعب تنظيم المرأة الذي استمر على مدى 12 عاماً تحت اسم اتحاد ستار وفيما بعد باسم مؤتمر ستار، دور في تحرير العديد من المناطق من الناحية العسكرية والدبلوماسية والثقافية والسياسية والاقتصادية ضمن المجتمع، وعملت كل الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية في مجالاتهم الخاصة، وكانت هناك حاجة إلى مجلس مشترك، خاصة بعد تحرير مناطق مثل الرقة والطبقة ودير الزور ومنبج من الاحتلال، واتخذت المرأة بقيادة مؤتمر ستار والحركات في المنطقة إجراءات وأقدمنَّ على اتخاذ خطوة كبيرة في عام 2019 من خلال مناقشة ضرورة إنشاء مجلس نسائي مشترك، وتأسس مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا في 14 حزيران 2019 بثلاثة مبادئ عمل رئيسية، وأصبح مجلساً لـ 52 حركة نسائية، بما في ذلك من الكرد والعرب والسريان والأرمن والكلدان والتركمان والشركس.

تجمّع نساء زنوبيا

بعد انتشار ثورة روج آفا إلى شمال وشرق سوريا، جرت مناقشات حول تنظيم نسائي جديد للمناطق المحررة مثل منبج والطبقة والرقة ودير الزور، وتحول هذا العمل الذي تم تحت مظلة مؤتمر ستار إلى تجمّع نساء زنوبيا، والذي تم الإعلان عنه في الأول من حزيران 2021، ومن خلال تنظيم نفسه في المناطق المحررة مثل الرقة والطبقة ومنبج ودير الزور، بدأت الجهود انطلاقاً من أساس الوصول إلى النساء من جميع مكونات شمال وشرق سوريا، وبناءً على النظام الداخلي لتجمّع نساء زنوبيا تم افتتاح 4 مكاتب له في منبج والرقة وطبقة ودير الزور، بدأت إدارة هذه المكاتب من قِبل 7 هيئات تنفيذية، ونظمت أعمالها في 11 لجنة شملت العمل على مواضيع العدالة والتعليم وعوائل الشهداء والاقتصاد والدفاع والمالية والاتصالات والصحة والثقافة والفن، ويتمثل الدور الرئيسي لهذه اللجان في تنظيم النساء في المناطق المحررة وإشراكهن في العمل وتنظيم وتدريب الجميع، وبهذه الطريقة، تحقيق التنظيم الحقيقي للمرأة على أساس النضال من أجل الحرية والديمقراطية.

قوى الأمن الداخلي للمرأة في شمال وشرق سوريا

شكّلت النساء وحدات لضمان الأمن الداخلي في شمال شرق سوريا، الذي يتعرض دائماً للهجمات، وبدأت قوى الأمن الداخلي للمرأة، التي نظمت نفسها من خلال شخصين، بتنظيمها للمرة الأولى في 10 تشرين الثاني 2013، وتم الإعلان عن إنشائها في 30 حزيران 2014، حيث تخرج أكاديمية الشهيدة هيرا وان، التي تحترف فيها عضوات الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا، مئات الخريجات كل عام، وقامت قوى الأمن الداخلي للمرأة، التي تتخذ التدابير اللازمة لضمان الاستقرار والنظام في المجتمع وتلعب دوراً في منع وقوع الحوادث، وتكافح في مواجهة العنف الممارس ضد المرأة والتحرش بالأطفال والعنف الأسري، بتنفيذ أنشطة تدريبية.

 


يتبع غداً..